نظرا لكثرة المعلومات في الصحف أو المواقع الإلكترونية حول الأعشاب وأهميتها العلاجية, نجد أن الكثيرين يتناقلوها ويستعملوها دون الرجوع إلى دراسات ونصائح المختصين في التغذية حول الجرعات الللازمة للمريض, والتي تعتمد على ظروف كثيرة, كالعمر والجنس مثلا, أو أن المريض نفسه يتناول علاجات كيميائية لذات المرض! غير أن تلك النصائح قد تحميهم من الأعراض الجانبية للعشبة, أو الوقوع في مرحلة التسمم نتيجة تعارضها مع العلاجات الكيميائية أو نتيجة أخذ الجرعات العالية منها !
ومن هذه العلاجات العشبية والتي اختلط إسمها العربي على الكثيرين هي نبات “البان” والتي عرفت بطولها وجمالها, لدرجة أن الشعراء قديما كانوا يتغزلون بالمرأة الطويلة لأجلها, كناية عن جمال طولها, وتدلى القرون الخضراء منها كالضفائر إلى خصرها. وعرفت في زماننا هذا ب “المورينجا” ! وقد لوحظ أن بعض الأهالي بالقرى المحيطة بالمدينة المنورة يعرفون هذه الشجرة ويطلقون عليها شجرة اليسر (بضم الياء). وكانوا يستخرجون الزيت منها للطبخ عن طريق تكسير البذور وغليها في الماء, ثم تترك لليوم التالي ويجمع الزيت الذي طفا على سطح الماء البارد. كما استعمل العرب الزيت علاجا لترطيب البشرة وضد التجاعيد, والوقاية من حروق الشمس. والأوراق والقرون الخضراء لعلاج هشاشة العظام, والأسنان, اللأنيميا, والقولون العصبي. وتعتبر غذاءا جيدا للمرضعات, ومعالجة للسرطان إذا تم المداومة عليها بشكل صحيح وكطبق أساسي للمريض.
ولكن لم تحظ هذه الشجرة العربية بالقدر المطلوب من البحث العلمي والمتابعة, بينما هي مشهورة في بعض الأقطار الأسيوية والإفريقية لنفس الأغراض طعاما وعلاجا. واعتمدوا كثيرا على زيت البذور لما له أهمية في تقوية الجهاز المناعي والإضطراب الهرموني عند الذكور لتحسين الجنس عند القصور في البلوغ, ولبناء العضلات.
لكن لابد من الإشارة هنا أن كثيرا من أدوية الهرمون الذكرية أو الأدوية المنشطة للغدد خاصة عند لاعبي كمال الأجسام تتعارض مع إستعمال شاي نبات البان بإستمرار, أو إضافة أوراقها للوجبات اليومية بشكل دائم, وقد تؤدي إلى إرتخاء شديد في الأعصاب وتزيد من إمتصاص الأدوية. كما أنها تتعارض مع أدوية الحديد وعلاجات الأنيميا وقد تؤدي إلى الإسهال الشديد أذا تم إضافة عشبة البان إلى الأطباق الرئيسية للمريض. ولاينصح بها للحامل.
بينما وقائيا يمكن أن تؤخذ الأوراق كالشاي بمعدل كوبين يوميا أو مع السلطة بمعدل قبضة اليد, أو تحضر مطبوخة كالفاصوليا كوجبة رئيسية, وذلك للوقاية من كل ما ذكرناه من أمراض, في هذا المقال!