انتشرت في الآونة الأخيرة، في معظم بلاد العالم، تحذيرات ومحاضرات توعوية حول أدوية مضادات الالتهاب، وخطورة استعمالها عشوائياً، فما هذه الأدوية؟ وما حقيقة خطورتها؟ ولماذا يضطر الطبيب إلى وصفها أحياناً؟
تعرف المضادات الحيوية من الأدوية القوية ضد أنواع من الجراثيم والبكتيريا، وتعمل على التعرف على نوع البكتيريا المسبب للالتهاب مثلاً في الجيوب الأنفية أو المثانة. وتعمل هذه الأدوية المضادة للجرثومة المعنية في الالتهاب على القضاء على جميع البكتيريا النافعة والضارة في الجسم والأمعاء، عند استعمالها, وإن كانت بإشراف الطبيب! مما قد تؤدي إلى اضطرابات كثيرة في الهضم، وآلام مبرحة في الأمعاء وانتفاخ, والإسهال المزمن أحياناً والغثيان.
وتعتبر المضادات الحيوية من الأدوية الواسعة الانتشار عن طريق الحقن العضلية والوريدية والحبوب والشراب للكبار والصغار, لقتل ومنع انتشار الجراثيم، أو التسبب في العدوى بين أفراد المجتمع. كما تستعمل في الوقاية من الانتكاسات أو انتشار البكتيريا والجراثيم لسبب ما, بعد العمليات الجراحية. وقد تستخدم قبل التعرض للأماكن الموبوءة كوقاية من الأوبئة في بعض البلاد. ولكن كل المضادات الحيوية ليست فعالة في قتل الفيروسات، أو في علاج الأمراض الفيروسية كالإيدز أو الحصبة أو الجدري, وغيرها. بينما قد توصف في حالات الإنفلونزا، ويلتبس الموضوع على المريض في السبب, ألا وهو أن الإنفلونزا قد تكون مصاحبة لالتهاب بكتيري أيضاً في اللوز مثلاً أو الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن, ولهذا السبب فقط يتم صرف المضاد الحيوي في هذه الحالة!
بما أن الالتهابات ردة فعل يصدرها الجهاز الدفاعي في الجسم عند دخول أي عامل غريب (جرثومي أو جسم غريب)، أو عند الإصابة في أنسجة الجسم. وقد يسيطر عليها الجهاز المناعي، ويتولد ارتفاع في الحرارة واحمرار، نتيجة المعركة الحاصلة بين النوعين من الخلايا (الجرثومية والدفاعية)، فإنه يجدر للمريض أن يلتزم بإرشادات الطبيب المعالج، والصيدلي الصارف للعلاجات ويأخذ بنصائحهما! وقد لوحظ أن من يعاني التهابات في الجسم, قد يشتكي أيضاً من ظهور حب الشباب والتهابات الجلد بصورة ملحوظة، بالإضافة إلى الحساسية والأكزيما، وكذلك جفاف الجلد, كردة فعل للجسم بأن هناك التهابا بداخله, ويلزمه العلاج!
ولكن ما قد يخيف الطاقم الطبي هو التحسس من نوع معين من المضادات الحيوية, أو تكيس البكتيريا لحماية نفسها منه, فيضطر إلى تبديله بمضاد آخر, مما يؤدي إلى الإعياء عند المريض أو التعب الجسمي والإنهاك. كما أن الجهاز المناعي والليمفاوي قد يتأججان ضد هذه العلاجات، وتتحور البكتيريا ضد دواء معين فيصعب قتلها، فتتكاثر وتتولد مناعة عند البكتيريا وتتحصن من العلاج لدرجة خطيرة, خصوصا عند الأطفال وكبار السن. ولذلك وجبت التوعية من سوء استعمال هذا النوع من العلاجات.