لقد أطال الأطباء الأوائل في سرد فوائد الزيتون الطبية وجرعاته العلاجية من قديم الزمان إلى الآن. ووجدت معظم الشعوب فوائد كثيرة للزيت في علاج العديد من الأمراض التي يصابون بها علاوة على الفوائد الغذائية. واستعمله الرومان كزيت مبارك في دهان أجسامهم ليتطهروا به وإكسيرا للحياة. كما إستعمله الفراعنة في التحنيط والحفاظ على رسوماتهم وعرف عندهم كسر للجمال والنضارة بإستخدامه دهانا. وذكر ابن داود في تذكرته وجالينوس في ترجمته أن زيت الزيتون أثمن ما تحمل شجرة الزيتون فهو نور ينتزع الظلام والمرض من الجسد ومنه نور يضيء البيت والطريق وهو يتفوق على ما سواه من الزيوت الأخرى سواء النباتية أو الحيوانية بمنافعه وخلوه من المضار فلا يسبب أمراضاً للأوعية الدموية أو الشرايين كغيره من الدهون.
هذا وقد ورد عن نبينا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام عن إستخدام زيت الزيتون في معالجة الباسور والجذام “عليكم بزيت الزيتون فكلوه، وادهنوا به، فإنه ينفع من الباسور”. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم “كلوا الزيت وادهنوا به، إن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام”. كما أن زيت الزيتون يُعد من الأدوية الخام التي لا يستغني عنها أي بيت أو فرد في الأسرة فهويوصف للأطفال لإحتوائه على العناصر اللازمة للنمو وإرتفاع قيمته الغذائية وإشتماله على فيتامين د فيعمل دهانا وشربا على وقاية الأطفال من مرض الكساح ولين العظام. وإذا حرق البذور وإستنشق دخانه فإنه يعالج السعال والربو وإذا خلط الرماد بالزيت فإنه دهانا يطفي الحروق ويزيل حرارتها.
إن زيت الزيتون يعتبر طبيا من الأدوية الخام القديمة والتي تستعمل مباشرة كملطف ومدر للصفراء، ومفتت للحصى ومفيد لمرضى السكر ولعلاج فقر الدم. كما أن شرب 15-30 مل من زيت الزيتون يومياً يعتبر علاج ناجع للعلل الكبدية ويعالج الإمساك والبواسير. ويعتبر آمن للحوامل خلال فترة الحمل دون أية مضاعفات. كما أنه يحافظ على مستوى السكر عندهم. هذا ويعتبر الزيت مضاد للتخمير وينفع من السموم، ويطلق البطن، ويخرج الدود، وجميع أصنافه مرطبة للبشرة، وتبطئ الشيب في الرأس. كما أنه ينفع كدهان في حالات تشقق الأيدي من البرد وما يعرف بالأكزيما وأمراض حساسية الجلد. كما أنه جيد لحالات تساقط الشعر.
هذا بالإضافه إلى معالجة الأعصاب وأمراض العيون الناشئة عن نقص الفيتامينات وهو مقوي للجهاز المناعي وضد أمراض السرطان ومضادا حيويا للبكتيريا والفيروسات. كما أنه يحمي الجسم من الأمراض والعدوي ويقلل من أعراض البرد والجدري والهربس ويعالج تورم العقد الليمفاوية والوهن وتورم المفاصل وآلامها وقلة الشهية وإلتهاب الجيوب الأنفية ومشاكل الجهاز التنفسي ولاسيما الربو وقرح الجلد والهرش والقلق ومشاكل العدوي ووهن العضلات. لقد عرف باحتوائه على 3 مضادات أكسدة قوية تفيد في علاج الروماتويد والذي يعتبر من أمراض المناعة.
ويحتوي الزيت علي نسبة عالية من الدهون الغير مشبعة والتي تقلل نسبة الكولسترول منخفض الكثافة LDL الضار وتزيد نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة HDL النافع وهذه الدهون جعلت شعوب البحر الأبيض المتوسط أقل عرضة للأصابة بأمراض الأوعية القلبية. أما إحتوائه على صبغة الكلوروفيل وصبغة والكاروتينويدات يزيد من حماية الجسم من المواد المؤكسدة والتي بإذن الله تمنع تصلب الشرايين وتكوين حصوات المرارة ويمنع الإلتهابات المعدية ويبطن المعدة ضد القرحة. كما يعمل الزيت على تنشيط إفراز هورمونات البنكرياس مما يساعد على إمتصاص الغذاء في الجهاز الهضمي ولا سيما المعادن والفيتامينات. كما أن 30 مل منه على الريق أو قبل النوم مباشرة يعتبر علاجا فعالا للإمساك المزمن والبواسير.
أما أوراق الزيتون فإنها تحتوي على مادة Oleuropein المضادة للجراثيم كالفيروسات والطفيليات وبكتريا الخميرة والبروتوزوا. وكان يستخدم الإغريق منقوعها لتنظيف الجروح والتئامها. كما أن هذا المنقوع يفيد في البواسير ومدر خفيف للبول وكانوا يتناولونه لعلاج النقرس وتخفيض السكر قي الجسم وضغط الدم وتقوية جهاز المناعة. كما يفيد في علاج الأمراض الفيروسية ومرض الذئبة والإلتهاب الكبدي والإيدز ومشاكل البروستاتا والصدفية إغتسالا. كما أنها تحتوي على مواد مضادة للأكسدة وتزيل تصلب الشرايين وتعيد للأنسجة حيويتها. كما أن مسحوقها يمنع العرق. وإن ماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار ضمادا ويشد اللثة مضمضة.
أما مطبوخ أي جزء من نبات الزيتون (الأغصان الصغيرة، الورق، الثمار) يفيد في معالجة الدوخة والصداع في الرأس طلاء أو كمادات. وإذا استخدم مع الثوم والبقدونس وعصير الليمون فإنه يطرد الحصى من الكلى اذا أؤخذ على الريق. كما وأكد باحثون من مركز أبحاث في فيلادلفيا في الولايات المتحدة أن 50 جراماً من زيت الزيتون من العصرة الأولى يعادل نحو0.1% من جرعة الـ”إيبوبروفين” المسكن للألم.
هذا وأن آخر الدراسات عن أهمية هذا الزيت المبارك أنه يزيد من قدرة الجسم على التخلص من “السموم”. وهذا ما اتبعناه بنتائج مذهلة في الأنظمة الغذائية لكل من مرضى السكر والضغط والكولسترول والروماتويد في كندا والكويت ومصر والسعودية. كما أن هناك بحث أُجري في أسبانيا ونشرته مجلة – جات – المختصة بأمراض الجهاز الهضمي إلى أن إستخدام زيت الزيتون في طهي الطعام قد يمنع من سرطان الأمعاء, وله فوائد وقائية. ويقول البروفسور ميجيل جاسول إن هذه الدراسة تقدم دليلاً على أن غذاءً يحتوي على 5% من زيت الزيتون يقي من الإصابة بالسرطان عن طريق إيقاف عملية تحريض الخلايا على الإنقسام السرطاني.
كما أنه قد أثبتت دراسة أجريت في اليابان إن النساء اللاتي يتناولن زيت الزيتون أكثر من مره في اليوم يقللن من خطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 25% بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يتناولنه بانتظام. وأثبتت دراسة أخرى أجريت على خمسة آلاف شخص أن هناك صله بين زيت الزيتون وانخفاض كوليسترول الدم والضغط والسكر فضلا عن فعاليته في علاج التهاب المفاصل والإمساك المزمن وآثار الشيخوخة ويقلل من أخطار أمراض القلب وتصلب الشرايين كما ثبت أيضا انه يساعد في سماكة العظام.
هذا وقد أشارت أحدث الإحصائيات الطبية المنشورة في أبريل 1998 أن قمل الرأس قد عاد ليصيب أمريكا بشكل وبائي من نيويورك إلى لوس أنجلوس، وأنه يصيب حوالي 12 مليون أمريكي معظمهم من الأطفال . وأظهرت الدراسات التي أجريت أن دهن زيت الزيتون على الرأس المصاب بالقمل لعدة ساعات يقتل القمل الموجود في الرأس وذلك بدهنه قبل النوم مباشرة مع وضع غطاء على الرأس . وفي اليوم التالي يمشط الشعر قبل غسل الرأس من زيت الزيتون .وغير هذا غيض من فيض مما نشر من أبحاث حول زيت الزيتون خلال الأعوام القليلة فطوبى لمن نال من خيرات هذه الشجرة المباركة،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ” كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه منشجرة مباركة “ وهنيئا لمن نال تلك البركات.