1. السواك
إنه لمن فضل الله علينا وأن الحمدلله رب العالمين أن جعلنا من المسلمين والحمدلله رب العالمين الذي هدانا لما يحبه ويرضاه منا وجعل النبي محمد عليه الصلاة والسلام معلمنا وقدوتنا. والحمدلله رب العالمين أن أنار قلوبنا وحبب إلينا حسن إتباعه ما استطعنا إليه سبيلا. لقد وجدنا أنه في يوميات هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مبتدأ العلاج ومنتهى الشفاء لكثير من العلل والأمراض بإذن الله تعالى. وكم نشعر بعظمة أوامره عليه الصلاة والسلام لنا مما يدفع بعلماء الشرق والغرب لأن يصرفوا أوقاتهم ويركضوا متسارعين للتأكد من أهمية هذا العمل طبيا وصحيا وعلميا. فعلى سبيل المثال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لنا: ” تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب” و“ما جاء جبريل إلا وأوصاني بالسواك “ و ” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”. كما أنه لم يغفل عليه الصلاة والسلام عن السواك حتى وهو في حالة النزع والتأهب لرحلة الموت. وقالت أمنا الحبيبة عائشة رضي الله عنها : ” كان نبي الله يستاك ، فيعطيني السواك لأغسله”. ويقول أستاذنا ابن القيم يرحمه الله أن السواك يطيب الفم ويشد اللثة ويجلو البصر ويصفي الصوت ويسهل مخارج الكلام ويطرد النوم ويرضي الرب ويساعد على تهدئة الأعصاب. كما أنه بالإضافة إلى هذا والذي ثبت عندنا أيضا مع مرضانا أن السواك ينشط الذاكرة ويزيد من الفهم والتركيز و إذا استخدم منقوعه في الما ء وشربته الحائض أو النفساء فإنه يخفف ويقطع الدم.
والسواك مستحب في كل وقت ، ويتأكد عند الوضوء والصلاة وتلاوة القرآن وعند دخول المنزل والإستيقاظ ، وهو مستحب للصائم كغيره ، في أول النهار وفي آخره ، لما رواه عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال : ” رأيت رسول الله يستاك وهو صائم “ وقال ابن القيم رحمه الله : يستحب السواك للمفطر والصائم وفي كل وقت لعموم الأحاديث الواردة فيه ، ولحاجة الصائم إليه أكثر. كما أنه أثبتت الأبحاث الطبية أن أفضل الأوقات لتنظيف الأسنان هو قبل النوم لمنع بقايا الطعام بين الأسنان من التخمر أثناء الليل وعند الأستيقاظ أيضا لإزالة ما قد يكون تكاثر وتخمر من الجراثيم داخل الفم أثناء النوم داخل الفم والتي ينتج عنها من أمراض بالفم وتنتقل إلى الأوعية الدموية والقلب خاصة، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف “إذا قام أحدكم من النوم فليستك “ وذلك بداية الطهارة مع ذكر الله تعالى الذي أحيانا والذي سبحانه شرفنا بإتباع هذا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إلى يوم الدين.
إن السواك هو أرخص وأنفع وسيلة للمحافظة على صحة الفم وإزالة الترسبات البكتيرية . وتعود الفائدة الكبرى للسواك إلى أنه عملي جداً بحيث لا يحتاج إلى أي نوع من السوائل المصاحبة لإستخدامه. ويحتوي السواك على نسبة كبيرة من الفلورايد و المضادات الحيوية وبعض الزيوت الأساسية والكلورين وفيتامين ” ج ” ، والسليكون الذي يزيل الألوان المترسبة على الأسطح الخارجية للأسنان مما يعمل على تبييض الأسنان. كما أن للسواك مزايا تجعله يفوق الفرشاة والمعاجين التي نستعملها، فخيوط السواك مرنة وكثيرة تمكنه من التغلغل في ثنايا الأسنان. وسواك شجرة الأراك به مادة مطهرة ومواد قابضة تعالج صديد اللثة وتقتل بعضاً من ميكروباتها وسمومها. وأكد الطب الحديث فوائد السواك، فقد جاء في بحث د. طارق الخوري نشر في مجلة طب الأسنان الوقائي الإكلينكي عام 1983: أن أغصان الأراك تحتوي على مادة صمغية وتعمل على تغطية المينا وحمايته من التسوس، ومادة ثلاثي المثيل، و تعمل على التئام جروح اللثة، ومواد قلوية تعمل على منع التسوس.
وفي عام 1406هـ عكف فريق بحثي بجامعة الملك سعود على تحليل مكونات جذور الأراك ، وبعد أشهر عدة من الدراسة والتحليل ثبت أن المواد الفعالة التي تحتويها تعطي للأسنان مناعة طبيعية ضد التسوس والنخر بالقضاء على الطفيليات والبكتيريا المسببة لهما ، وأن هذه المواد لها قدرة عجيبة على حماية أسطح الأسنان من التأثيرات الحامضية . وفي تجربة حديثة أجريت على خمسة وعشرين مريضاً في كلية طب الأسنان بالجامعة نفسها، ثبت أن أعواد السواك تتفوق على جميع وسائل تنظيف الأسنان الأخرى كالفرشاة وحيدة الحزمة، والفرشاة البينية، وخيوط الأسنان .وفي باكستان ، قامت إحدى المراكز البحثية بدراسة استهدفت معرفة أثر السواك في الوقاية من سرطان الفم ، وقد قطعت في ذلك مراحل مهمة. وتأكد مؤخراً أن في السواك عناصر له القدرة على الحد من نمو الخلايا السرطانية في الفم. ويقول العالم الألماني رودات “لا يسعني إلا الإعتراف بقيمة السواك الصحية! إن هناك بالفعل حكمة كبيرة وراء إستعمال العرب للسواك كنا نجهلها”. وفي سويسرا قام فريق بحثي بالمزيد من التجارب التي أثبتت أن خلاصة السواك هي خير وسيلة للمحافظة على نظافة الفم والأسنان. ومعلوم عند العلماء أن المشاركة بين هذا الفيتامين والمضادات الحيوية يعد من أرفع مستويات التقنية الطبية كما يحتوي على مادة التانين التي تساعد على شد النسيج اللثوي المرتخي مما يحافظ على قوة جيوب الأسنان ويمنع تخلخلها ونزيفها.
يتبعه: 2. العسل