يزيد خوفنا يوماً بعد يوم مما تظهره الأبحاث الجديدة في الغذاء. وما بات يفسد جنبات اللحوم والصناعات الغذائية في الأكل المسبق للتحضير، إضافة إلى الوجبات السريعة على أرفف البرادات في الجمعيات ومحلات بيع “الأغذية”! مع أننا متفقون على أنه ليس كل ما يُؤكل يعتبر غذاء، فالأطعمة والأشربة تصنف إلى غذائية صحية أو غير غذائية.
وبعد الاستياء والأخبار الكثيرة من بعض الطالبات من الصف الثالث إلى السابع، عما يصلهم من وجبات إلى المدرسة، قررت تسليط الضوء على تغذية الطلبة صغاراً وكباراً، حيث إن الدماغ صباحا تلزمه طاقات ومواد غذائية كافية حتى يؤتي نتائج ما يستقبله من المعلومات بكل جدارة، ثم يمكنه أن يصدرها ويفعلها بنجاح تام. ويعينه على ذلك الجسم السليم والقادر على تحرير هذه الطاقات بكفاءات متفاوتة. غير أنه من الضروري أيضاً الانتباه لنوعية النظام الحياتي أكلاً وشراباً ونوماً، ويهمني هنا نوعية (وليس كمية) التغذية. خاصة أن الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة التحضير تنقصها القيمة الغذائية المرجوة للنجاحات وحماية الجسم السليم، والتي غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية والأملاح والألوان الصناعية والسكريات المكررة.
إن تناول هذا النوع من الأغذية بشكل يومي ستكون له آثار ضارة على الأطفال خاصة، وقد تكون مزمنة على الصحة العامة للطلبة. ومن أهم المخاطر التي تهدد الأطفال، وهذا شائع في كثير من دول العالم، السمنة والسكري واضطراب الغدد الصماء المسؤولة عن النمو والهضم السليم. مما يؤثر على وصول الفيتامينات اللازمة للدماغ السليم ولكل عضو. ومن المؤكد أن الجميع عرف بحادثة العمى التي أصابت الطفل الإنجليزي نتيجة إصراره وتهاون والديه في توفير البطاطس المقلي بأنواعه والنقانق ومشروبات الطاقة بشكل يومي، مما أضعف الأعصاب البصرية وأصاب الشرايين المغذية للعيون بالتصلب، بسبب الزيوت الفاسدة في هذه الوجبات، وفقرها بالفيتامينات اللازمة لسلامة العيون خاصة، وللجسم عامة!
كما أن السمنة والوزن الزائد قد تتسبب في إصابة الطالب بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، فيؤدي إلى اضطرابات بالتنفس أثناء النوم، وتكون حصوات المرارة، ويتعرض لأمراض الكبد وربما التهاب المفاصل!
لذلك نرجو من القائمين على إدارة المدارس توفير الوجبات الخفيفة والفواكه والخضار الطازج في مقاصف المدارس، وأن يتم منع وصول الوجبات السريعة إلى الطلبة بمختلف الأعمار.
وننصح الأمهات بإعداد الوجبات الصحية والعصائر الطازجة لأولادهم وبناتهم من الطلبة، خاصة أننا على مشارف فصل الشتاء، ويجب تقوية الجهاز المناعي ضد الإنفلونزا والسعال وأمراض البرد والتهابات الصدر!