كثير من الناس يأخذ مفهوم “الوجبات السريعة” بالعموم، ويرتسم في عقله وقلبه كثير من المخاطر الوخيمة التي تحيط بغالبيتها، وكثير من المهتمين بالتغذية العلاجية والوقائية يحذرون منها. ولكن أحب هنا أن أطمئن الجمهور الثقافي الكريم عند القصد من الوجبات السريعة، وتخفيف ما لديهم من رعب حول هذا المصطلح، خاصة أننا في طور وفترة التوعية الغذائية للوقاية من كثير من الأمراض وللاستفادة من العلاجات الصحيحة للسكري والسرطان والضغط والروماتيزم وفيروس الإنفلونزا المنتشر هذه الأيام مع تغير الظروف المناخية في العالم.
إن الوجبات السريعة قد تكون من الوجبات الخطيرة أو ما يُقال لها “Junk Food”، وهي ضارة وقد تكون قاتلة، وهذا ما نحن ضده ونشير إلى خطورته، وكثيرا ما نحذر منه بشدة، خاصة عند الأطفال وسن البلوغ. وذلك لما تحتويه هذه الأطعمة من دهون متحولة وأملاح عالية وصبغات ومواد حافظة كيميائية ضارة جداً بالصحة. والكثير من هذه المواد تسبب أمراضاً دموية كثيرة، وارتفاعاً في الدم والكوليسترول، وأزمات قلبية، وتشحماً في الكبد حتى عند الشباب. والكثير من الأبحاث أثبتت أن الوجبات هذه تعتبر سبباً في بعض أمراض السرطان، ومن هذا النوع من الوجبات “نخاف”!
أما ما نعتمده من الوجبات السريعة “Fast Food” ما هو جيد، بل وجيد جداً أيضاً. وقد يكون ضرورياً في سبق التحضير، لسهولة نقله وتناوله واعتماده كجرعات علاجية، وذلك كالوجبات السريعة في المستشفيات على سبيل المثال، ويكون محضراً بطريقة صحية مدروسة وتحت إشراف متخصصين علاجيين في التغذية. أو كالذي معمول به للأطفال في مراكز التدريب العلاجية. أو تلك الوجبات السريعة والسلطات المحضرة طبياً في المجمعات الصحية ومراكز الرياضة والتخسيس. وهذه الوجبات تكون سهلة المتناول والمساعدة للعميل كل حسب نظامه الصحي، وبطريقة مدروسة حسب السعرات الحرارية والمواد الغذائية اللازمة لكل حالة.
كما أن الوجبات السريعة الصحية قد تفيد في حالة الإعانة الاستغاثية، ويسهل تطبيقها وتوريدها. أو تلك الوجبات على الطائرات والمراكب، وذلك لسهولة حفظها في المكان الصغير المحدد لها، ولأمان المركبة في حالة الكوارث الطبيعية.
لذلك علينا توخي الحذر والتوعية مما قد يسمى الوجبات السريعة “Fast food” ومعرفة المقصود منها وأيها نختار ونتعرض له، وذلك لحماية بيئتنا ومجتمعنا وأولادنا، ولحماية أنفسنا بدرجة أولى. ونأخذ بنصيحة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام “اليد العليا خير من اليد السفلى”. ونسأل الله العافية للجميع.