دخل علينا موسم الحج الطيب، فتتجه القلوب والعيون نحو البيت العتيق، تنادي ليلاً ونهاراً، مهللةً “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”؛ بكل لغات العالم.
فعلى حجاج بيت الله الحرام التمتع بالصبر والتفاؤل والعزيمة الصادقة مع الله سبحانه وتعالى، بأن ما عنده هو الخير وكل الخير من رزق وصحة وعفو وعافية تامة. وعليهم أن يحافظوا أولاً وآخراً على نظافتهم التامة بغسل الأيدي قبل الأكل وبعده، والاستحمام يومياً ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. والمحافظة على نظافة الخيم والغرف حيث الإقامة، منعاً لإنتشار الجراثيم. والبعد عن الوجبات المكشوفة والسريعة أو الفواكه والخضار غير النظيفة، خاصة أن الجو حار وقد يفسد الطعام. كما يفضل أن يغسل بالماء كل ما هو مكشوف من المأكولات كعلب العصير والخضراوات النيئة وقارورات الماء، فلا ندري ماذا يمر عليها في المخازن، فتكون ملوثة. كما يفضل الالتزام بتعاليم إدارة الحملات الصحية والعامة، لما لديهم من دراية بالنظام العام، وبالمكان ومنافعه، لسهولة إتمام المناسك والجميع يتمتع بالصحة والعافية.
أما بالنسبة إلى كبار السن والأطفال فنرجو رعايتهم أينما كانوا والرأفة بوضعهم، خاصة من يستعمل العربات، فلا يتعرضوا للزحام، ويفضل استعمال المظلات عليهم منعاً من التعرض للشمس المباشر. ويفضل استعمال كريمات وقائية من الشمس، تكون خالية من العطور، وبدرجة حماية من UVA and UVB. كما ننصح بشرب الماء بكثرة على جرعات خفيفة، منعاً للجفاف المعوي أولاً والجلدي ثانياً، والأخذ بالتسهيلات التي وضعتها الدولة للحجاج من استعمال القطارات السريعة وعربات المشي بقيادة المطوفين واستعمال الطرق الواسعة، بدلاً من السير في الطرقات المختصرة والزحام. ويفضل استعمال كريمات وقاية تحتوي على زنك أوكسيد بين الأرجل، للوقاية من الاحتكاك والتسلخات (كباراً وصغاراً)، في حال المشي الطويل.
أما بالنسبة إلى المرضى أو من كان لديه علاج يستعمله، فننصحه بالالتزام بالجرعات، كما هو الحال في إقامته ببلده، كمرضى الضغط والسكر والغدة، والأفضل أن تؤخذ على جرعة أو جرعتين في الصباح الباكر قبل الخروج من السكن، وعند الانتهاء والعودة إلى السكن أو الخيمة، حتى لا تتعرض العلاجات للحرارة العالية.
وفي كل الأحوال ننصح بالتعاون والتواصل مع أطباء الوحدات الصحية في الحملة أو المدينة، والمتوفرة لخدمة الحجاج! كما يفضل شرب الماء الكافي مع العلاجات، ولا تؤخذ كل العلاجات مع بعض مرة واحدة (على كف واحد)، بل يجب التفريق بين الحبة والأخرى نصف ساعة على الأقل. وفي حال الإحساس بالإجهاد ننصح باستعمال العصائر الطازجة أولاً، وإن لم تتوفر فبالمكملات الغذائية من الفيتامينات المقوية والمعوضة نوعاً ما.
تقبل الله من الجميع، ونرجوه لنا ولكم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً والعودة بسلامة الله لأهليكم، وجزى الله الجميع خيراً، وكل يوم وشهر وعام وأنتم بين أحبابكم بخير وسلامة.