عدم التزام المريض بالوصفة الصادرة من الطبيب، أو كسله في مراجعة العيادة المسؤولة عن متابعته في الفترة العلاجية، كثيراً ما يؤدي إلى أخطاء في أخذ العلاجات، كجرعات زيادة، أو عدم التوقف عند ملاحظة مخاطر الدواء ومضاعفاته دون الرجوع إلى الطبيب المعالج لمتابعة الحالة من جديد، إلخ.
غير أن كل الصيادلة، برأيي الشخصي، غايتهم إرضاء المراجعين بالمعلومات الصحية اللازمة والوقوف على خدمتهم، فيما يخص بالعناية الكاملة ما يضمن سلامة المريض، لما يجهله من الأدوية وجرعاتها أو مما يختلط عليه في طريقة استعمالها، وإبداء النصيحة أثناء الاستشارة وإعطاء المعلومات كاملة، أو حتى في طريقة استعمال الأجهزة الإلكترونية اللازمة لتاريخه الصحي وتوضيح نتائجها، كأجهزة الضغط والسكر مثلاً!
بينما نرى كثيراً هذه الأيام، إضافة إلى مهنة الصيدلي عن كونه بائعاً في مكانه (الصيدلية)، بل مسؤولاً عن المعلومات الصحيحة الصحية للمريض وعلاجاته، أو يحضر له الخلطات الموضعية. وفي بلاد أخرى على الصيدلي أن يعبئ الجرعات الدوائية للمراجعين من المرضى ومتابعة ذوي الأمراض المزمنة وملفاتها. وقد تتعدى مهنته إلى فحص المريض وقائياً (مثلاً من فيروس الإنفلونزا)، أو قراءة تحاليله المخبرية ومعالجته أو إعطائه حقنة عضلية، وهذا ما أنا ضده تماماً. وهذا يعتمد على مستوى الصيدلي العلمي وتخصصه (Pharm.D or Ph.D)، والأهم من ذلك هو قانون الدولة للمهنة الصيدلانية في بلده، ومدى تحقيق ذلك! كما أن قانون توصيل الدواء للمريض يضع الصيدلي والصيدلية في موقف حرج، نظراً لما قد ينتج عن ذلك من أخطاء قد تضر بالمريض ذاته وهو لا يعلم، خاصة إذا كان الدواء يجب أن يخضع للوصفة أو لا يسمح بالتكرار!
كما أن الصيدلي الماهر يستطيع التحكم في الوقت لإعطاء المريض حقه من وجوده في المكان، من استشارة وتبادل في المعلومات ما يضمن له السلامة والشفاء. شريطة أن تكون هناك توعية كاملة في المجتمع، وبين الطرفين (الصيدلي والمراجع)، مراعاة لأولوية المرضى (Severity of disease) وكبار السن، ومن لديه جروح أو قروح أو رضوض تحتاج موقفاً مساعداً فورياً! كما أن احترام وقت الصيدلي، ومهنته وبعده عن القيل والقال الوارد على صفحات التواصل (Rx of Mr. Google)، سيفرض على الطرفين الوعي ونشر ثقافة الوقاية خير من العلاج بطريقة متحضرة ومدروسة صحياً! هذا بالإضافة إلى أن التواصل بين الصيادلة أنفسهم عن طريق المؤتمرات وحضور اجتماعات جمعية الصيادلة لتبادل الخبرات، يسمح بالتطوير المهني عامة، وتفادي كثير من الأخطاء المتكررة.