2. العسل
كثير من الأسرار الطبية تكمن وراء قول الله تبارك وتعالى“يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس” سورةالنحل. موحيا ربنا سبحانه إلى النحل أن اتخذي واستعيني بالجبال والأشجار ثم ما يعرش الناس لأخذ البيوت والمصانع لإنتاج شراب رائع ودواء ناجع وهو العسل. والله أعلم في السر لهذا السكن حتى يكون المصنع والمصنعات بعيدا عن تدخل أيادي الإنسان وصناعاته المتلفة وحتى تتم ولادة هذا الشراب الذهبي بإلهام من الله تعالى ويتم صناعته على عينه جل وعلا ويكون فيه علاج كثير من الأمراض السابقة والحالية, البسيطة والمستعصية وذلك كله بإذن الله تعالى. فتبارك الله أحسن الخالقين.
يحاول اليوم كثير من الأطباء العودة إلى الطبيعة بعدما فشل الطب الكيميائي في علاج كثير من الأمراض المزمنة بدون مضاعفات جانبية للأدوية الكيميائية المستخدمة. ولقد وجد أطباء الطبيعة والتتغذية أن في العسل خير شفاء لها وبسلامة الله، ولكن الأبحاث العلمية لا زالت تكتشف كثيرا من أسراره! ومن آخر هذه الأبحاث أن فريقاً من علماء طب الأطفال والصحة العامة بكلية طب جامعة بنسلفانيا الأمريكية، وجدوا أن العسل قد أظهر فعالية أفضل في خفض حدة وتواتر السعال الليلي عند الأطفال. كما أنه حسن بشكل ملحوظ من نوعية أو جودة نوم الأطفال وذويهم أيضاً. والشائع لدى العاملين في مجال الصحة والطب أن مركب “دكسترومِثورفان” (DM)، وهو المركب النشط في العديد من خلطات أدوية السعال المتاحة للبيع في الصيدليات والأسواق، ليس له سيطرة كافية على أعراض السعال. والمعلوم تاريخياً وتقليدياً أن العسل قد إستخدم في الطب لعدة قرون في علاج السعال وأمراض البرد والنزلات المعوية. والأخير ورد فيه حديث للحبيب عليه الصلاة والسلام لما جاءه أحد الصحابة يشكو أخاه من أستطلاق بطنه! فأجابه النبي الكريم “إسقه عسل” قالها له في ثلاثة أيام.
ليس فقط, ولكن العسل إستعمل أيضا في تضميد وإلتئام الجروح والإصابات الأخرى من قديم الأزمان. وحديثا في أحد المستشفيات في دولة الكويت إستعمل العسل الخام النقي لضماد الحروق من الدرجة الثانية وللغرغرينا في القدم عند مرضي السكر بعد أن يأس الأطباء المعالجين من إستخدام المطهرات والضمادات الكيميائية لذلك. وقد كنت على قرب شديد من هذه الحالات ونتائجها المذهلة سبحان الله العظيم. لقد عمل العسل بإذن الله على ترميم الجروح والحروق وقطع الإلتهابات تماما كما أنه من أول إستعمال خفف الآلام عند المرضي, ولم يسعنا حينها إلا أن نشكر الله الذي هدانا لذلك السبيل من العلاجات الآمنة وإن يكن على مدة ليست بالقصيرة حتى تم الشفاء التام ولكنها كانت طريقة مريحة على نفس المرضى ومن غير آلام من أول يوم للحادثة.
أما في حالات الصدفية والحزازة والثعلبة فكان العسل العلاج الرائع عند كثر من المرضى عندنا. من أهم الحالات التي عولجت بالعسل النقي هي الصدفية في الرأس والجسم كاملا أو جزء منه بعد خلطه مع قليل من المنثول وجل الصبار النقي. بالإضافة إلى تعديل التغذية لدى المرضى حيث أنه الصدفية تعتبر من أمراض الجهاز المناعي. هذا بالإضافة إلى ما أوردناه على صفحتنا الإلكترونية من إستخدامه العسل الصافي الخام لعلاج أمراض العين من تقرحات وحساسية والتهابات الرمد الربيعي وغيره. كما أثبت إعادة نمو رموش العين وتقوية البصر بإذن الله تعالى. لذلك نرى الإبتعاد عن السموم البيضاء والأصباغ الصناعية والمواد المنكهة والإضافات الكيميائية مع الإكثار من شرب الماء النقي.
إننا نأمل من الباحثون بأن ينظر أهل الإختصاصات الطبية ذات الصلة بالرقابة الدوائية الطبيعية ومختبرات الصحة في الدول الإسلامية أن يعتمد العسل النقي كأي علاج ناجع على أرفف الأدوية. خصوصا لعدم وجود دواءا كيميائيا ما يثبت كفاءة تامة من غير مضاعافات جانبية، إضافة إلى التكلفه المادية والآثار الضارة المحتملة والمرتبطة بإستخدامه. وهنا يمكننا أن نذكر أن وكالة معايير الغذاء القياسية بالولايات المتحدة توصي بعدم إستخدام العسل غذاءً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة. ولكن من دراساتنا وتجاربنا بوضع العسل مع حليب الإبل المخفف للأطفال من سن 6 أشهر وما فوق لاحظنا تحسن في صحة الأطفال عامة وعلى الجهاز المناعي خاصة كما أنه يعمل زيادة النمو والفهم خاصة شريطة أن يكون العسل صافيا تماما من أي إضافات عشبية أو غذاء ملكات النحل.
كما أن العسل يساعد في تخفيف حالات جفاف الفم أو نشفان الرِّيق التي تعرف طبيا بـ Xerostomia. لقد أوضح باحثون مختصون في جراحة الفك والوجه أن نقص اللعاب الناجم عن جفاف الفم الذي قد يحدث تلقائياً نتيجة لتعاطي أنواع مختلفة من العلاجات الدوائية أو العلاج الإشعاعي والكيميائي المخصص للسرطان, يسبب ترقّق الأسنان وهشاشتها وزيادة تعرضها للتلف. كما أنه بإمكان الأشخاص المصابين بجفاف الفم ونشفان الريق تناول الكميات التي يريدونها من العسل دون الخوف من خطر تسوس الأسنان. ومن الدراسات الجديدة في مجال فوائد العسل هو إستخدام عسل النحل الجبلي من سيناء مصر للمساهمة في علاج بعض حالات الخلل في وظائف القلب والأوعية الدموية لتقليل الأعراض الجانبية لبعض العقاقير على الجهاز القلبي الوعائي.لقد لوحظ أن العناصر المعدنية الموجودة بعسل النحل الجبلي الطبيعي تلعب دوراً أساسياً في تأثيراتها على النشاط الفسيولوجي لعضلة القلب.
أما بخصوص مرضى السرطان بأنواعه فإن الباحثون اليوم يحاولون بجدية عالية من إستخدام العسل لعلاج السرطان. فقد قام مؤخراً باحثون في جامعة زاغرب في يوغسلافيا بإجراء العديد من التجارب على عسل النحل، وتبين لهم أنه يقي من أمراض السرطان حيث يوقف نمو الخلايا السرطانية وينشط الجهاز المناعي في تخليص الجسم من الخلايا السرطانية أولا بأول وبالتالي يصبح الشخص أكثر قدرة على مواجهة مختلف الأمراض. وهذا أيضا ما أثبت لدينا في الحالات التي تعالجها غذائيا. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين ونحن منهم نحاول اليوم الإستفادة من العسل في علاج مرض السكري بكميات خفيفة جداً، ولكن الأبحاث لا تزال جارية. إنما آخر ما وصلنا إليه مع مرضى السكر أن من اتبع سنة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بأخذ مقدار ملعقة كبيرة من العسل في كوب ماء عند صلاة الفجر ومقدار 30 مل من زيت الزيتون قبل النوم فإنه يعمل على تنشيط الكبد والبنكرياس وتحفز على تكسير الزائد من النشويات والسكريات ومن ثم طرحها خارج الجسم شريطة شرب الماء الكافي خلال اليوم. لذلك ننصح مبدئيا من يعاني من مرض السكري الدرجة الثانية أن يكون حذراً في تناول العسل، وأن يلجأ إلى الإستشارة الطبية ومراجعة أخصائي التغذية لضبط الجرعات الدوائية مع النظام الغذائي العلاجي إلى أن يتم الشفاء التام بإذن الله تعالى.
يتبعه: 3. زيت الزيتون