يعمل خبراء التغذية مع الأطباء جنباً إلى جنب لتفادي مضاعفات أدوية الضغط العالي والذهاب بالمريض إلى خط النجاة، خاصة عند كبار السن. وذلك لما يهددهم من ضعف في الذاكرة، أو ما نقول عنه علمياً Dementia. وبدا واضحا أن ارتفاع الضغط وعلاجاته تهدد كبار السن بالإصابة بفقدان الذاكرة تدريجياً والخرف!
وقد وجد كثير من الدراسات، كما تقول كاتبة البحث في JAMA Network، أن التفاوت في ارتفاع ضغط الدم بين المنخفض والمرتفع ابتداء من العمر(70-48)، أو ما سمي في البحث بمنتصف العمر إلى كبار السن، مما يعمل على اضطراب في وصول المواد الغذائية الخاصة بالأوعية الدموية وتغذية الدماغ في الوقت المناسب، وهذا يؤثر مباشرة على درجة التركيز وعمل خلايا الدماغ المسؤولة عن الذاكرة بشكلها الصحيح، والتي تضمن عدم الوصول بالذاكرة إلى الفقدان أو الخرف بعد منتصف العمر.
وإن كان الضغط مرتفعاً في غالب الأحيان، فهذا يُسرع في الوصول إلى فقدان الذلكرة تماماً مع العلاجات. على عكس من يتبع النظام الحياتي الصحي من الرياضة والتغذية والنوم ليلا لساعات صحية، فقد يعمل ذلك على انتظام ضغط الدم الفعلي والصحي، مما يضمن النجاة وعدم الوصول إلى درجة الخرف في نهاية العمر.
علما بأن الدراسة كانت على عدد كبير من المرضى، لكن نأمل من الجميع أن يتبع الأنظمة الصحية الوقائية، حتى لا نصل إلى العاقبة غير المرغوب بها، ومازالت الدراسات قائمة حول ذلك، حتى يتبين السبب إن كان من العلاجات الكيميائية نفسها أم اضطراب في الأوعية الدموية والخلايا الدماغية، بسبب اضطراب تدفّق الدم!
وبصدد الأخبار الجميلة التي تدعم مرضى ضغط الدم المرتفع والسمنة، أصدرت إدارة التغذية والأدوية في السعودية قراراً بأنه ابتداء من يناير 2020 يمنع استعمال السكر المكرر أو العسل أو شراب الجلوكوز أو المحليات والأصباغ الغذائية، أو إضافة مشروبات الطاقة وخلطها في عمل العصائر الطازجة بالمملكة.
ولكن نقف على سؤال مهم جدا لكل مريض، إضافة إلى قيمة علاجاته، هل سعر المنتج في الأسواق سيكون مقبولا لدى العامة من المستهلكين؟ وفي حال حصل وتوافرت هذه العصائر على أرفف الجمعيات والسوبرماركت، كيف سيكون ردة فعل مرضى السكر خاصة والسمنة؟ وإذا حذونا حذوهم، فهل يمكن صناعة العصائر الطازجة وتوافرها للمستهلك مبردا ومن دون تحلية؟ لذلك نرجو من المختصين في التغذية وتصنيعها والمراقبين عليها الوقوف يدا بيد، ودراسة سير مشروع كهذا وكيفية تعميمه، وحماية الكثيرين من المرضى كبارا وصغارا، مما يدخل في الأغذية من مواد مرفوضة صحيا وعالميا.