علاجات البواسير الدوائية كثيرة، والجراحة للحالات المتقدمة، غير أني أميل للعلاجات العشبية كالتدليك برفق بزيت اللافندر ولبخة أوراق النعناع أو زهور البابونج المهدئة والمسكنة للألم، ويعرف الكمون الشهير بغذاء الفقراء مساعدا مهما لحل المشكلة نظراً لاحتوائه على الألياف.
تعدّ البواسير من الأنسجة الناعمة من نهاية القولون (المستقيم) إلى فتحة الشرج، وهي ملاصقة من الداخل للعضلة الدائرية في الشرج، وغنية بالأوعية الدموية، وتعمل بالتعاون مع الصمام الشرجي على التحكم في عملية حركة الأمعاء الأخيرة والإخراج!
وعندما نسمع بتشخيص “البواسير” فذلك يعني أن المريض يعاني التهابا أو تضخما في تلك المنطقة، مما يؤدي للشعور بالحرقة والألم والحكة، كما أن قساوة “البراز” نتيجة الإمساك قد تؤدي إلى انفجار هذه الأوعية وظهور الدم عند الإخراج، فتسمى بواسير “داخلية”.
وقد تزيد الحالة سوءا مع الإمساك أو الإسهال المزمن وإهمال الأعراض منذ البداية، مما يؤدي إلى خروج البواسير عن منطقة الشرج على شكل فقاعات حول فتحة الخروج، وعادة تكون بدون ألم إلا إن كان يسبقها شرخ داخلي ونزيف، فتسمى بواسير “خارجية”، مسببة الإزعاج عند الجلوس، خصوصا عند الحوامل.
وإن الأعمال الشاقة والوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، أو قيادة السيارة لمسافات، كل ذلك يؤدي لقلة الحركة الدورية للعضلات، وينتج عنه ارتفاع في ضغط الدم وكسل في العضلات السفلية للبطن والأمعاء وخموله، وعادة تزول مع تغيير النظام الحياتي الصحي وتصحيح السبب.
كما أن الاستخدام المفرط للملينات والحقن الشرجية يسهم في احتقان المنطقة والتهاب البواسير، حيث يغير ذلك من وظيفة الإخراج الطبيعية، وكذلك الضغط بقوة عند التبرز يؤدي إلى إجهاد الأمعاء والضغط على الأوعية الدموية الشرجية، والجلوس الطويل نتيجة الإسهال الشديد يفجر هذه الأوعية، ويؤدي إلى تمزق هذه الأنسجة والنزيف.
ومن مقومات الشفاء الاهتمام بالتغذية الجيدة والاعتماد على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وشرب الماء الكافي بهدف تليين البراز، وشرب السوائل لمنع حدوث الإمساك، مع ضرورة تجنب المخللات والشطة والتوابل الحارة والجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
وقد ورد علاج البواسير عام 1700 قبل الميلاد في وصفة بردية عند الفراعنة باستعمال مرهم يتكون من أوراق وجذور السنط المسحوقة والمطبوخة معا، عن طريق غمس شريط من الكتان الناعم فيه، ثم وضعه في فتحة الشرج، فيتعافى المريض على الفور.
أما اليوم فعلاجات البواسير الدوائية كثيرة، والجراحة للحالات المتقدمة، غير أني أميل للعلاجات العشبية كالتدليك برفق بزيت اللافندر ولبخة أوراق النعناع أو زهور البابونج المهدئة والمسكنة للألم، ويعرف الكمون الشهير بغذاء الفقراء مساعدا مهما لحل المشكلة نظراً لاحتوائه على الألياف.
وكذلك الرمان فقشره يحتوي على الكثير من المواد العفصية القابضة للأوعية، وحباتها غنية بالفلافونويدات المهمة لحماية الأوردة، ويعتبر جل الصبار مع بودرة الزنك دهانا من المهدئات المعالجة سريعا، كما أن أقماعا شرجية مكونة من مسحوق الثوم الطازج وزيت الخروع تقضي على البواسير وتعالج التهاباتها تماما بإذن الله.